تعتبر فترة الاختبارات او الفروض من اصعب المراحل التي يمر بها التلميذ و الاستاذ على حد سواء خلال العام الدراسي حيث تتغير كل المعطيات خلال هاته الفترة .
حيث تعيش كل المؤسسات التربوية خلال هذه الفترة ظروفا غير عادية و تفرض على التلميذ ظوابط صارمة كتعيين اعوان حراسة في الفصل احيانا يتجاوز عددهم الخمسة و تنحية المحافظ و اي نوع من الاوراق مهما كان الغرض منها و منع مغادرة القاعة اثناء الاختبار و تحريم الكلام البيني مهما كان السبب الى غير ذلك من الاجراءات التي لا تخفى على احد كما ان فاتحة الاختبار لابد ان تكون وابلا من التهديد و الوعيد لمن سيظبط في حالة غش .... و الملاحظ ان نفسية الاستاذ و التلميذ تتغير في هاته الفترة لدرجة كبيرة فحتى لو كان الاستاذ طوال العام الدراسي على علاقة طيبة بتلاميذه و مقرب اليهم الا انه يبدو غريبا عليهم في هاته الفترة .
اما حالة التلميذ فهي معروفة و قد مررنا و لازلنا نمر بهاته الحالة المصحوبة بالتوتر و القلق و الخوف حتى ولو كان التحضير جيدا , و لعل الاجراءات المتخذة في مثل هاته المناسبات و التي ذكرنا بعضها تزيد من حدة التوتر لدى التلميذ ....لكن اذا عدنا للواقع نرى بان هذه الاجراءات مشروعة الى حد ما فبالمقابل لهذه الاجراءات و الاستعدادات نرى ان التلاميذ يتخذون كذلك اجراءات و يبدعون في ايجاد الطرق و الوسائل لتخطي هذه الرقابة كاستعمال الاوراق و الحديث المباشر و غير ذلك من التقنيات التي تخطت حدود العقل .فانك احيانا تبقى مشدوها عند دخولك قاعة امتحان اين ترى ان الجدران و الطاولات اصبحت صحفا منشورة للدروس و المعلومات ......
و بهذا نجد ان حضور الاستاذ و اعوان الحراسة اضحى امرا اكثر من ضروري و لا يمكن انكار هذا الدور الا ان ما ئؤخذ على الاستاذ او الرقيب ليس تواجده في القسم و انما دوره كشرطي يقمع الغش و يترصد للمحتال بنظرة ثاقبة و وجه عبوس . ان العملية التربوية كل متكامل فلا يمكن الاهتمام بالجانب العلمي و اهمال جانب القيم لكن للاسف هذا ما يحدث خلال فترة الاختبارات فكل الاهتمام منصب على الجانب العلمي و الاجابات ... لماذا لا تكون اختباراتنا للجانبين معا بان ندع للتلاميذ مجالا للعمل دون رقابة خارجية و بذلك يتعود التلميذ على مراقبة الذات ... فاحيانا مثل هاته الاجراءات تزيد من رغبة التلميذ على تخطيها ليس رغبة في الوصول الى الاجابة و انما عنادا فقط , كما تنقص من ثقة التلميذ في نفسه فبمجرد دخول التلاميذ قاعة الاختبار الكل متهم مجتهد او غير ذلك .
ان ظاهرة الغش في الامتحانات مرض صعب الاستئصال خاصة اذا ما تجدر لذا يجب التخفيف من الرقابة الخارجية و تقوية الوازع الداخلي الذي يحول بين التلميذ و نفسه و يعوده على الاعتماد على النفس و مراقبة الذات .