منتديات نسمة الربيع
منتديات نسمة الربيع
منتديات نسمة الربيع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نسمة الربيع

حيث للمعرفة و الإبداع معنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

العبقري

 

 سيرة ذي النورين عثمان بن عفان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 12/04/2011
العمر : 28

سيرة ذي النورين عثمان بن عفان  Empty
مُساهمةموضوع: سيرة ذي النورين عثمان بن عفان    سيرة ذي النورين عثمان بن عفان  Icon_minitimeالخميس 28 أبريل 2011 - 11:30

عثمان بن عفان
الشيخ محمد رضا الأديب المصري
والكتاب مرجع مهم ـ لدراسة سيرة ثالث الخلفاء الراشدين: عثمان بن عفان، ذي النورين ـ يتميز بالموضوعية في التناول، والمنهجية في العرض، والصدق في المعالجة، والكتاب دراسة جادة، تصفي من الروايات شوائبها، وتُرسي من الحقائق رواسخها، بعيدًا عن الغلو والتشويش.
• مقدمة المحقق
• ترجمة المؤلف
• مقدمة المؤلف
• الكتاب
o الفصل الأول: حياة عثمان
 كنيته
 زوجته رقية
 زوجته أم كلثوم
 صفته
 لباسه
 إسلامه
 هجرته
 تبشيره بالجنة
 تخلّفه عن بيعة الرضوان
 تخلفه عن غزوة بدر
 اختصاصه بكتابة الوحي
 كراماته
 تجهيزه جيش العسرة
 حفره بئر رومة
 علمه وقراءته القرآن
 زيادته في المسجد النبوي
 زيادته في المسجد الحرام
 تحويل الساحل من الشعيبة إلى جدة
 أكل عثمان الليَّن من الطعام
 كرمه ـ رضي اللَّه عنه ـ
 بعض أحكامه
 فراسته
 أوليات عثمان
 حَجَّه ـ رضي اللَّه عنه ـ
 قتله
 دفنه
 ما خلف عثمان
 صدقاته
 خوفه
 ثناء عليٌّ عليه
 الأحاديث الواردة في فضله
 عثمان وأبو عبيدة
o الفصل الثاني: خلافة عثمان بن عفَّان
 عثمان قبل الخلافة
 خلافة عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 ولاية سعد بن أبي وقاص
o الفصل الثالث: كتب عثمان بن عفان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 كتب عثمان
 عزل سعد بن أبى وقاص عن الكوفة وتولية الوليد بن عقبة
 نقض أهل الإسكندرية الصلح
 غزو أرمينية وآذربيجان
 معاوية بن أبي سفيان
 عزل عمرو بن العاص عن مصر
 قتل جرجير وانهزام الروم
 فتح قبرص
 عزل أبي موسى الأشعري عن البصرة وتولية عبد اللَّه بن عامر
 عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ يصلي بمِنَى صلاة المقيم
 موقعة الصواري
 من هو قائد الروم في موقعة الصواري؟
 بدء الطعن على عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 عزل الوليد بن عقبة عن الكوفة
 تولية سعيد بن العاص الكوفة
 كتاب سعيد إلى عثمان
 غزوة طبرستان
 غزوها
 سقوط خاتم رسول اللَّه
 تسيير أبي ذر الغفاري إلى الربذة
 أمر المصاحف
 مقتل يزدجرد بن شهريار
 فتح خراسان
 فتح إصطخر
 فتح كِرْمَان
 فتح سجستان وكابل
 وفاة أبي سفيان
 غزوة بلنجرد
 خروج الترك مع ملكهم قارن
o الفصل الرابع: وفاة كبار الصحابة
 وفاة أبي ذر الغفاري
 وفاة عبد الرحمن بن عوف
 وفاة العباس بن عبد المطلب
 وفاة عبد اللَّه بن مسعود
 وفاة عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه
 وفاة أبي الدرداء الأنصاري
 وفاة المقداد بن الأسود الكندي
 وفاة أبي طلحة الأنصاري
 وفاة عبادة بن الصامت الأنصاري
o الفصل الخامس: الفتنة
 تسيير أهل الفتنة في العراق إلى معاوية في الشام
 خلو الكوفة من الرؤساء
 عزل سعيد بن العاص
 رسول أهل الكوفة إلى عثمان
 عثمان يجمع أهل الرأي ليشاورهم في الأمر
 علي بن أبي ا طالب يحادث عثمان في أمر الفتنة
 خطبة عثمان في المسجد
 كيف بدأ السخط على عثمان
 عبد اللَّه بن سبأ
 إرسال مندوبين إلى الأمصار لاستطلاع الأخبار
 عثمان يستشير عمال الأمصار
 معاوية يدعو عثمان إلى الشام
 عثمان يرد على منتقديه
 حصر عثمان
 كتاب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدهم
 قدوم عبد اللَّه بن أبي سرح إلى عثمان
 خطبة معاوية
 رأي ابن عباس
 حملة معاوية على المهاجرين
 خروج أهل الأمصار لنجدة عثمان
 خطبة عثمان ورجمه بالحصباء
 زيارة عثمان لعلي في بيته ورجوع المصريين
 توبة عثمان
 مروان يفسد توبة عثمان
 نائلة زوجة عثمان تنصحه وتحذره مروان
 ما خشيه مروان من توبة عثمان
 غضب علي ـ رضي اللَّه عنه ـ
 الجرأة على عثمان
 طلب المهلة ثلاثة أيام
 كتاب عثمان إلى عامله بمصر
 اتهام عليٍّ بتزوير الكتاب رواية غريبة
 اشتداد الحصار
 المحاصرون يمنعون عنه الماء
 حجُّ ابن عباس بالناس وكتاب عثمان إلى أهل مكة
 كتاب عثمان إلى أهل مكة
o الفصل السادس: قتل عثمان ـ ونُبَذٌ مِنْ أَخْبَارِهِ ـ (35 هـ/ 656 م)
 قتل عثمان
 مروان ودفاعه عن عثمان
 فظاعة الجرم
 قتلة عثمان وخاذلوه
 كتاب نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية
 موقف علي ـ رضي اللَّه عنه ـ إزاء قتل عثمان
 رؤيا عثمان
 وصيته
 آخر خطبة لعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 دفن عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 مدة حياته
 خطبة علي عليه السلام عند بيعته بعد مقتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 عمال عثمان سنة وفاته
 فتوح المسلمين في خلافة عثمان
o الفصل السابع: آراء ومواقف في مقتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ
 رأي الأستاذ فريد وجدي في مقتل عثمان
 رأي رفيق بك العظم
 المدافعون عن عثمان
 رأي الأستاذ المرحوم محمد الخضري بك ومناقشته
 ما رثي به عثمان من الأشعار
 خطبة ابنته عائشة بعد قتله
 خطبة زوجته نائلة بنت الفرافصة
مقدمة المحقق
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
عالمٌ بالحلال والحرام، جامعٌ لكتاب اللَّه العزيز، سهلٌ ممتنعٌ، كريمٌ معطاءٌ، لينٌ، واصلٌ للرَّحِم، محبٌّ لأهله وعشيرته، مُكْرمٌ لهم إلى حدٍّ جعلهم يتطاولون على مقامه، ويسيئون للأمة باسمه، لكن مع هذا كله فهو مؤمن بما وعده عليه الصلاة والسلام بأن اللَّه سيقمِّصه قميصًا فلا ينزعه، وسيهلك دونه‏.‏ فقد أدى ما أمره اللَّه ورسوله، فصدق ما عاهد به وقضى نَحْبَه‏.‏
هذا هو عثمان بن عفَّان الخليفةُ الراشديُّ الثالث‏.‏
‏{‏وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 37‏]‏‏.‏ هذا حقيقة ما شعرت به عندما بدأت بتحقيق هذا الكتاب، فقارئ تاريخ أمَّتنا العربية لم يعد يعرف برواية من يعتد، ولا من يُصدِّق، لا سيما وأن اختلاف الروايات وتناقضها أحيانًا واردٌ في أمَّات الكتب والمصادر، ففي كتب التاريخ هذه ما يتنافى وعقائد القراء وإيمانهم، وفيها ما لا ترتاح له قلوبهم‏.‏
إن أخطر ما يهدِّد تاريخنا هو الفكر المشوش الذي تزخر بت أمَّات كتبنا، وكثيرًا ما نجد الرواية نفسها في أكثر من مصدر، ولكن كلٌّ رواها حسب ميوله وانتمائه الفكري، والسياسي، واعتقاده‏.‏
لذا حاولت في تحقيق ورصد الأحداث التي في كتاب ‏"‏عثمان بن عفَّان‏"‏ ـ رضي اللَّه عنه ـ من أكثر من مصدر قدر المستطاع، إضافة إلى التعريف بشخصيات مسرح أحداث هذه الحِقبة التاريخية التي كان فيها الخليفة الراشديُّ الثاني على رأس السلطتين الزمنية والروحية‏.‏
أخيرًا، ليس خطأ أن نرجع إلى الوراء بنظرة نافذة مجردة فاحصة ـ لكن بموضوعية ـ لتاريخنا العربي عَلَّنا نقف على حقيقة ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا، فمن يعرف التاريخ يدرك الحاضر والمستقبل‏.‏
أسأل اللَّه عزَّ وجلَّ أن ينفعني وإخواني المسلمين بعلمه وهاديته‏.‏ إنه السميع البصير القدير على كل شيء وهو حسبي ونعم الوكيل‏.‏
محمد أمين الناوي‏.‏
ترجمة المؤلف
ـ محمد رضا ‏[‏جريدة المصري 5/2/1950 م، ومعجم المطبوعات 1958 م‏]‏‏.‏ هو أديب مصري، ولد في مصر ونشأ فيها، تعلَّم اللغة العربية وآدابها وبرع فيها، شغل منصب أمين مكتبة الجامعة بالقاهرة، وكان أحد المدرسين بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية‏.‏
وفاته‏:‏ توفي بالقاهرة سنة 1369 هـ 1950 م‏.‏
مؤلفاته‏:‏ له مؤلفات عديدة في التاريخ الإسلامي، والفلسفة، والتربية، من هذه المؤلفات‏:‏
ـ1ـ محمد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏
ـ2ـ أبو بكر الصدَّيق‏.‏
ـ3ـ عمر بن الخطاب ‏(‏الفاروق‏)‏‏.‏
ـ4ـ عثمان بن عفَّان ‏(‏ذي النورين‏)‏‏.‏
ـ5ـ علي بن أبي طالب ‏(‏أبو السبطين‏)‏‏.‏
ـ6ـ الحسن والحسين ‏(‏ابنا علي بن أبي طالب‏)‏‏.‏ وهو كتاب في سيرتهما‏.‏
ـ7ـ أبو حامد الغزَّالي، حياته ومصنَّفاته‏.‏

مقدمة المؤلف
ـ الحمد للَّه رب العالمين، وأحكم الحاكمين، والصلاة والسلام على رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏
أما بعد، فقد شاء اللَّه سبحانه وتعالى أن أثابر على ما بدأت بت من وضع كتب في التاريخ الإسلامي خدمة للمسلمين في جميع أقطار الأرض‏.‏
وها أنزا أتقدم إلى الباحثين والقارئين من أبناء اللغة العربية بالكتاب الرابع من سلسلة التاريخ الإسلامي في حياة ‏"‏عثمان بن عفان‏"‏ ـ رضي اللَّه عنه ـ وخلافته‏.‏ وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وبذلك سددت فراغًا وأكملت نقصًا إذ كان الناس إلى الآن لا يجدون كتابًا قائمًا بذاته لكل خليفة، يتناول ترجمته وما جرى من الحوادث في عهده، حتى إن علماء الإفرنج مع اجتهادهم في التأليف نراهم قد حذوا حذو مؤلفي المسلمين فلم يفردوا لكل خليفة كتابًا‏.‏ فللأستاذ ‏"‏مرير‏"‏ كتاب‏:‏ تاريخ الخلافة الإسلامية، وللأستاذ ‏"‏واشنجتون ‏[‏واشنطون‏]‏ إيرفنج‏"‏ كتاب‏:‏ محمد وخلفائه، وكلاهما في مجلد واحد، وهكذا غيرهما من المؤلفين‏.‏
ولا شك أن هذا نقص يجب تداركه، على أنه لا يغيب عنا أن نذكر أن العلاَّمة رفيق بك العظم قد تدارك الأمر فجعل لكل خليفة جزءًا من كتابه‏:‏ أشهر مشاهير الإسلام، ولم أعثر إلا على الأجزاء الأربعة الأولى إلى عثمان‏.‏
ثم لا نجد غير كتب التاريخ العامة كالطبري وهو ثقة، وابن الأثير، وابن خلدون وهو مختصر، اختصره من الطبري غالبًا‏.‏ وحوليات البرنس كي الذي ترجم النصوص العربية إلى اللغة الإيطالية‏.‏ والكتب العربية في الخلفاء الراشدين ما هي إلا سير‏.‏ ثم كتب التراجم‏:‏ كأسد الغابة والإصابة، وطبقات ابن سعد، والاستيعاب، والكمال، والتهذيب الخ، وهي تكاد تكون متشابهة إنما بعضها مطوَّل وبعضها مختصر وقد نقل عنها المستشرقون في تأليف دائرة المعارف الإسلامية، فلم يزيدوا عليها إلا تعليقات من عندهم ترمي إلى التشكيك من غير تحقيق كما ذكرناه في كتابنا هذا في وفاة العباس بن عبد المطلب، واستسقاء عمر بن الخطاب بت في حياته‏.‏
أما كتاب تاريخ الأمم الإسلامية للمرحوم محمد الخضري بك، فهو مختصر ألقاه محاضرات في الجامعة المصرية القديمة، وكان فيها محتاطًا أشد الاحتياط، فلم يزج بنفسه في التفاصيل ومناقشة مختلف الروايات، فلا يجد فيه مُريد التوسع بغيته‏.‏ هذا ويجب أن يكون ‏[‏ص 10‏]‏ المؤرخ في زماننا مجيدًا للغة أجنبية على الأقل، ولا يكفي أن يُتَرجم له‏.‏ ففي عهد الخلفاء مثلًا يتحتم الإطلاع على ما كتبه الإفرنج في تاريخ سقوط الدولة الرومانية وتاريخ مصر، والرجوع إلى دوائر المعارف، فمؤرخو العرب مثلًا يذكرون المقوقس كأنه كان حيًا عندما فتح عمرو بن العاص الإسكندرية للمرة الثانية مع أنه كان قد مات الخ‏.‏
أما الواقدي‏:‏ فقد قرأت شيئًا مما كتبه عن فتوح إفريقية فرأيت العجب العجاب، فهي قصص لا يصح اعتبارها تاريخًا، ولا حاجة بي إلى ضرب الأمثال خشية الإطالة‏.‏
ولنعد إلى عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ فنقول‏:‏ إن اختياره قد تمَّ بتفويض أرباب الشورى إلى عبد الرحمن بن عوف أمر اختيار أحد الرجلين‏:‏ علي، أو عثمان، بعد أن تنازل هو عن ترشيح نفسه لعدم رغبته في الخلافة وكان صهر عثمان، وكان أغلب المسلمين يريدون تولية عثمان بعد عمر‏.‏
فقد كان عمر شديدًا لا يحابي أحدًا، ولا يخاف أحدًا، ولا يتهاون، ولا يلين مع حرصه على إجراء العدل، وكانوا يرهبونه ويحسبون حسابه، وكان شديدًا حتى على نفسه، متقشفًا كارهًا للترف والتنعم في المأكل والملبس‏.‏
أما عثمان فقد كان لينًا حليمًا، رحيمًا، يصل أهله، شديد الحياء، لا يميل إلى العنف‏.‏ فكان انتخابه كما قيل‏:‏ رد فعل لخلافة من قبله‏.‏ ولما كان عليٌّ شديدًا لم يريدوا توليته‏.‏
قال الأستاذ رفيق بك العظم‏:‏ ‏"‏والذي أعتقده أن قريشًا وإن كانت لا تريد استخلاف علي لأسباب سيأتي بيانها إلا أن الخلافة من أبي بكر إلى عثمان تمت على ترتيب طبيعي بحكم الحاجة، وعلى وفق المعروف يومئذ للمسلمين، والثابت عندهم من أقوال الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ التي تشير إلى مثل هذا الترتيب في المقام والدرجة التي وضع كلًا منهم فيها رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وعليٌ نفسه يعرف ذلك ويعترف به‏"‏ اهـ ‏[‏كتاب أشهر مشاهير الإسلام، رفيق بك العظم‏]‏‏.‏
لكن هل كان ذلك ملحوظًا في اختيار عثمان‏؟‏ لا أظن ذلك، ولم يكن ولم يكن يلحظه عمر بن الخطاب حين اختار أهل الشورى‏.‏
وقد خاف بنو أمية سيادة بني هاشم فنجحوا في اختيار عثمان، وكانت شخصية عثمان فوق ذلك شخصية محبوبة ومحترمة، وكان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يحبه، ويقربه، ويلاطفه لحسن أخلاقه، فزوجه ابنتيه، فهذه أسباب هيأت لعثمان تسلم الخلافة ‏[‏ص 11‏]‏‏.‏
لما ولي عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ الخلافة قضى الشطر الأول منها وهو أحب إلى الناس من عمر للينه ورأفته، وقد امتلأت الأيدي من المغانم‏.‏إن الفتنة التي أدَّت إلى قتل عثمان ـ والتي سَنُعنَى بتفصيلها في كتابنا هذا ـ قد أدَّت إلى نتائج وخيمة‏.‏ أدَّت إلى انقسام المسلمين، وسفك الدماء، والتحزْب، والتشيَع، وتفرقة الكلمة بعد قتله ـ رضي اللَّه عنه ـ واقتتلوا للأخذ بثأره حتى قتل من المسلمون تسعون ألفًا‏!‏‏!‏‏.‏
إن للفتنة أسبابًا ذكرها المؤرخون وأصدق المصادر التي بين أيدينا تاريخ ابن جرير الطبري‏.‏ وقد كانت بين كبار الصحابة وعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ محادثات ومباحثات طويلة وعديدة ومشاورات بشأن الفتنة ونشأتها، وأسبابها، فإنه ـ رضي اللَّه عنه ـ ما ترك أحدًا يوثق به ويعوّل على رأيه إلا استشاره‏.‏ وقد أدلى إليه كل برأيه‏.‏
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏
اجتمع يومًا أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقالوا‏:‏ واللَّه ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط‏!‏‏.‏ فمن رجل يسمعهم‏؟‏ فقال عبد اللَّه بن مسعود‏:‏ أنا‏.‏ فقالوا‏:‏ إنا نخشاهم عليك‏.‏ إنما نريد رجلًا له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه‏.‏ فقال‏:‏ دعوني فإن اللَّه سيمنعني‏.‏ فغدا عبد اللَّه حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، فقال رافعًا صوته‏:‏ ‏(‏بسم اللَّه الرحمن الرحيم الرحمن ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَّمَ القُرْآنَ‏}‏ ‏[‏الرحمن‏:‏ 1 ،2‏]‏‏)‏ فاستقبلها، فقرأ بها، فتأملوا‏.‏ فجعلوا يقولون‏:‏ ما يقول ابن أم عبد‏!‏‏؟‏ ثم قالوا‏:‏ إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا، فجعلوا يضربون في وجهه‏.‏ وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء اللَّه أن يبلغ‏.‏ ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه‏.‏ فقالوا‏:‏ هذا الذي خشينا عليك‏.‏ فقال‏:‏ ما كان أعداء اللَّه قط أهون عليَّ منهم الآن‏.‏ ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدًا‏.‏ قالوا‏:‏ حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون‏.‏
ولما أسلم عبد اللَّه أخذه رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إليه، وكان يخدمه فكان يدخل عليه ويلبسه نعله، ويمشي معه وأمامه ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام‏.‏ وهاجر الهجرتين جميعًا إلى الحبشة، وإلى المدينة، وصلى إلى القبلتين، وشهد بدرًا، وأُحدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وشهد اليرموك بعد النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏[‏ص 119‏]‏‏.‏ وهو الذي أجهز على أبي جهل، وشهد له رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ بالجنة‏.‏ وسيَّره عمر بن الخطاب ـ رضي اللَّه عنه ـ إلى الكوفة وكتب إلى أهلها‏:‏ ‏(‏إني قد بعثت عمار بن ياسر أميرًا، وعبد اللَّه بن مسعود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ من أهل بدر فاقتدوا بهما، وأطيعوا، واسمعوا قولهما‏.‏ وقد آثرتكم بعبد اللَّه على نفسي‏)‏‏.‏ وليس بعد ذلك ثناء وتقدير‏.‏
ولما مرض عبد اللَّه عاده عثمان بن عفان فقال‏:‏ ما تشتكي‏؟‏ قال‏:‏ ذنوبي‏.‏ قال‏:‏ فما تشتهي‏؟‏ قال‏:‏ رحمة اللَّه‏.‏ قال‏:‏ ألا آمر لك بطبيب‏؟‏ قال‏:‏ الطبيب أمرضني‏.‏ قال‏:‏ ألا آمر لك بعطاء‏؟‏ قال‏:‏ لا حاجة لي فيه‏.‏ قال‏:‏ يكون لبناتك‏.‏ قال‏:‏ أتخشى على بناتي الفقر‏؟‏ إني أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا‏)‏ ‏[‏رواه السيوطي في الدر المنثور ‏(‏6‏:‏ 153‏)‏، والفتني في تذكرة الموضوعات ‏(‏78‏)‏ ‏]‏‏.‏
وفي أسد الغابة وتهذيب اللغات والأسماء أنه توفي سنة 32 هـ‏.‏ وكان عمره يوم توفي بضعًا وستين سنة‏.‏ وكان يعرف بصاحب سواد رسول اللَّه ‏[‏صاحب سواد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏:‏ أي صاحب سرَّه‏.‏
‏[‏وسواكه ونعله‏.‏ وكان عبد اللَّه يلبس رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا، حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ أن يقوم ألبسه نعليه، ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول اللَّه‏.‏ وكان يصوم الاثنين والخميس‏.‏ وكان رجلًا نحيفًا قصيرًا‏.‏ دقيق الساقين‏.‏ وكان من كبار الصحابة، وساداتهم، وفقهائهم، ومقدميهم في القرآن، والفقه، والفتوى، وأصحاب الخلق، والأتباع في العلم‏.‏ مات بالمدينة، ودفن بالبقيع عند قبر عثمان بن مظعون كما أوصى وهو ابن بضع وستين سنة‏.‏ وقيل‏:‏ إنه ترك تسعين ألف درهم‏.‏
وفاة عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه
‏[‏الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 2/ص 629، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج 3/ص 29‏.‏‏]‏ الذي أُري الأذان ‏(‏سنة 32 هـ/ 653 م‏)‏‏:‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://chakda.hooxs.com
 
سيرة ذي النورين عثمان بن عفان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة سيدة نساء العالمين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نسمة الربيع :: منتدى التاريخ :: منتدى السير والتراجم-
انتقل الى: